صرخة أنثى .
رفض ما يسمونه ربُ الأسرة , ثم رفضت الأم من بعده
أن تقول الصغيرة : أين حريتي ؟!
قال , ثم قالت : أنت أنثى !
وقالوا : أتركي الحال لمن فيه , فللبيت ربٌ يحميه
لم تكترث لما قالوا , وأصرّت على المضي في المسير
هنيهات
وانهال الجميع بسياطهم على موطن الكلمات التي تقول
وأضافوا : أنتِ لستِ كما نريد !
ضمـّتْ على نواة الجرح في صدرها , ثم وقفت بصمت وبلا حراك من غير أن تجيب ..
وراحت أيامها تزحف وسط غابة مزدحمة بالرجال
والنساء والألسنة
لكن الصمت !
أبى أن يخضع للصمت , فتكلم الصمت في ذاتها :
لا وألف لا ! أريد أن أكون , ما أريد أن أكون .
إن عيون تلك الطفلة الشامخة , التي كانت قد رسمت بالأمس
طريقها بجملة - أين حريتي -
عادت اليوم لترسم الطريق الأوسع للخلاص من القهر
ومن ترديدهم جملة - أنت لست كما نريد -
تلك الجملة التي يرددونها في كل مناسبة
ومن غير مناسبة وتناقلتها أفواههم عبر الأيام
ثم أسموها عادات وتقاليد
ها هي اليوم بابتسامتها واصرارها تعود
وتؤكد - سأكون ما أريد أن أكون -
ولا زالت تناضل
منقووووووول